إزززززز إزززززز

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




يقال إززززز إززززززز


تعبيرا عن اي شئ يهتز ... ونظرا لأني مقاطع للنغمات ... ما كان وما سيكون منها ... وما جد وما سيستجد .. فإني اعتمد في جوالي غالبا على


إززززز إزززززززز


اي أضعه دائما على الهزاز


حين يأزإز جهازي ... معلنا عن وصول رسالة ... قبل الفجر بساعة او ساعتين ... او حتى قبل العصر بساعه .. أعلم أنها رسالة تحتوي غالبا على العبارة التالية

( توفي فلان بن فلان وسيتم الصلاة عليه في المسجد الفلاني ... أنشر تؤجر )



هكذا أصحاب الخير ... يبلغوك دائما بمواعيد أي جنازة ... حتى لا يفوتك أجر الصلاة عليها او المشاركة في دفنها وما أعظم أجر الجنازة .. أو تكون الرسالة خاصة بموعد محاضرة

لا اعلم لماذا .. طرأت في راسي فكرة أخذ ولدي عبدالمجيد إلى المقبرة ... وجعله يشارك في التشييع والدفن .. وفي الطريق ... سأعلمه كيف يصلي على الميت

اتصلت بالمنزل .. وأخبرتهم


جهزوا لي عبدالمجيد عبال أجي .. ولبسوه أحلى ثوب .. جاتني دعوه طيبة


لا تقولوا قاسي القلب .. فقسوة القلوب ... تكون ببعدها عن ذكر الله


لو أخبرت الأم ... أنني سأخذ الطفل الذي عمره ستة سنوات وبضعة شهور للمقبرة ليشارك في دفن ميت ... فلن توافق بالطبع


الطفل يجب أن يتعلم من صغره .. حتى يوقن في قلبه ... أن الحياة لا تدوم ... وأن يتقي الله ... لأن هذا هو مصير كل إنسان ... لعله ... إن نشأ في طاعة الله يدعو لي ... فينفعني ذلك


كان في إنتظاري ..وسألني

فين رايحين يا بابا

المقبره

ايش

المقبرة

ايش نسوي

بعدين تشوف

فيه عيال هناك

كثيييير .... عيال وبنات ورجال وحريم

كلهم في مكان واحد !!!

ايه .. بس ميتين

يعني إيش

يعني مثل جدك .. مثل خالك .. ماتوا خلاص

فقال كلمته الشهيرة ... وحنشتري دباب

قلت ... بعدين وخير


من بعيد ... ظهر لنا موكب التشييع .. حيث أنني صليت العصر في مسجدنا المجاور .. ثم ذهبت إليهم

فقال .. يا سلام .. ناس كثير

ما قلت لك ... تعال إنزل


رأى النعش محمولا .. فسألني

إيش هذا

قلت هذا واحد ميت

وليش شايلينه

علشان يودوه المقبرة .. وفي يوم من الأيام ... انت رايح تشيلني إن شاء الله .. وعيالك يشيلوك بعد عمر طويل إن شاء الله


( ما استوعبها .. ففضل السكوت والفرجة على المنظر )


نزلنا .. وحملت مع الناس .. وكان يمشي ورأي .. وانا أنظر له .. لأنه بكل سهولة ممكن أن لا يميزني وسط كل هؤلاء الناس .. رغم انه سهل أن أميزه ... فهو أصغر الحاضرين

يتوقف عند كل قبر جاهز ينتظر ساكنه ... وينظر فيه بتعجب ... ثم يبحث عني ... فأشير له من بعيد

شاهد القبور .. وكيفية إنزال الميت إلى قبره .. ثم كيف يهال عليه التراب .. ثم صلينا مع الذين لم يصلوا عليه في المسجد .. ثم دار بيننا هذا الحوار

الحين ليش يحطوه في الحفره

هذي هي السنة ... وربنا أمرنا إن الميت يحطوه في القبر ويدفنوه

طيب ليه يدفنوه

لازم يدفنوه .. علشان أولا هذه السنة ... وثانيا .. ما تجيه الكلاب ولجل ما يبان للناس .. ( صعب تشرح بالتفصيل ) ... ثم قلت له تعال اوقف جنبي ... ولا تمشي فوق القبور .. شايف هالحجار إلي في الأطراف .. لا تعدي بينها

ليش يابابا

علشان حرام نمشي فوق الميتين ... ( ثم عجبت كيف نحرص على حرمة الميت ... ولا نحرص على حرمة الحي .. نغتابه بكل سهولة )

طيب ليش يحطوا عليه مويه

المويه يحطوها على التراب علشان ينشف وما يطير مع الهوا

طيب إيش يصير له الحين

الحين يجوه الملائكة

هههه .. يا سلام .. طيب من فين يجوه الملائكة والحفرة ماهي مفتوحه !!!

يخرجوا له من بين التراب .. هذول ملائكة .. الحين غرفتك لما تقرأ فيها قرآن ... حيكون فيها ملائكة

.. صح ولا .. لا


ايوه انت قلت

طيب من فين يجوا .. هذي زي هذي

طيب إيش يسووا له

يسألوه ... من ربك وما دينك ومن نبيك

طيب سهله

سهله لأنك عايش .. لو ما كنت تصلي ما حتعرف الجواب .. لو ما كنت تصلي شكلهم حيخليك تنسى كل شئ

انا اصلي

تصلي معي بس .. ولما اكون في العمل ... تسمع الآذان وتلعب بلاي استيشن .. خليك تلعب مرة ثانية وقت الآذان

واحنا ما شيين .. سألني

شكلهم مرة يخوف ؟

سألته وانا التفت .. مين

الملائكة إلي يجوا للي ما يصلي

قلت ايه .. لكن إلي يصلي يا ولدي يجوه الملائكة مرة حلوين ... ويروح الجنة

كنت أتمنى أن أشرح له عن ضمة القبر ... التي لم ولن ... ينجو منها أحد .. ولكن ... يكفي هذا اليوم

طفل صغير .. والله ما فاتته صلاة منذ أن رأى القبر ... خائف من القبر .. ظل طوال اليوم يتحدث عنه .. فما بال الكبار .. لا تأخذهم رهبة الموت ... ولا رهبة من ضمة القبر ... ولا حتى ضيق اللحود !!!



اسألكم بالله ... أليس ذلك بحق



والله حملنا أكبر منكم




واصغر منكم




ومن هم في أعماركم




إلى متى التسويف في التوبة




أما أتعبتكم الذنوب بعد .. أما ضاقت الدنيا في وجوهكم بعد




والله ما رأيت اللحد ... إلا ارتعدت



والله لتسكنون القبور .. ولن يفر منكم أحد .. وقد يكون ذلك اليوم



(كل نفس ذآئقة الموت )



إن وجدت رحابة في الدنيا ... وأنت على معصية ... فأعلم أن الله يملي لك ... فأحذره




(ويحذركم الله نفسه )




ختـــــــامــــــــا


هاتفك الجوال .. هل يحمل مثل هذه الرسائل او التشجيع على ذكر الله .. ام احدث النغمات والمقاطع ورسائل الحب

يوم القيامة سيشهد عليك كل شئ .. وكل رسالة ترسلها او نغمة ستسمعها .. ثق أنك ستجدها في موازينك .... فارسل ماطاب لك ... واستمع إلى ما تحب .. ووسع صدرك كما يقول أهل المعاصي ... والله لن تفر من الرقيب


[color:fc21=#990000:fc21](يقول الإنسان يومئذ أين المفر * كلا لا وزر * إلى ربك يومئذٍ المستقر )



احيانا ... اسأل نفسي حين ارى أناسا في وادي ... ونحن في وادي .. ويظنون أنهم على خير

اليس الأفضل لي ... أن اعتزل كل ذلك ... واقرأ القرآن وأزور المرضى .. ولكني أعود واقول ... اصبر يا ابو عبدالمجيد ... و اكتب مرة ثانية وثالثة ... لعل الله يهدي بك ولو نفس واحده .. فيجزيك الله خير من كل ذلك



والله لا تضرني معاصيكم ... ولكني عليكم مشفق ... لعلكم ترحمون